أجْريَتْ بحوثٌ، ودراساتٌ، وتجارِبُ دقيقةٌ جدّاً على آثارِ العسلِ في الجهازِ الهضميِّ، والجهازِ العصبيِّ، والجلدِ، والكبدِ، والأمعاءِ، وبُحِث عن علاقتِه بمرضى السكرِ، وعلاقتِه بالتوتّرِ العصبيِّ، وبالأرقِ، وبأمراضِ الحساسيّةِ، وبالجهازِ التنفّسيِّ، وجهازِ القلبِ والدورانِ، بل إنّ كلَّ أجهزةِ الجسمِ دونَ استثناءٍ تتأَثَّرُ تأثُراً إيجابيّاً وسريعاً بالعسلِ الحقيقيِّ الذي يؤخذُ من رحيقِ الأزهارِ.
ومن باب التقريبِ فإنّ اللهَ يشفي بالعسلِ من الْتهاباتِ الأمعاءِ الحادَّةِ، ويُحسّنُ بالعسلِ نموُّ العظامِ، لأنَّه سريعُ الامتصاصِ، ويمنعُ التَّعفّنَ في الأمعاءِ، وله دورٌ إيجابيٌ في التَّحكَمِ بعضلاتِ المثانةِ البوليّةِ، وهو علاجٌ ممتازٌ للمصابين بتقرّحاتِ المعدةِ والأمعاءِ، ومعظمِ أمراضِ الجهازِ الهضميِّ.
والعسلُ لا يؤذِي مرضى السكري، لأنَّه سكّرٌ أحاديٌّ سهلُ الهضمِ، والتوتّرُ العصبيُّ يتأثَّر إيجابيّاً بِتَناولِ العسلِ، والأرقُ يزولُ بتناولِ العسلِ، وكذلك أعراضُ الحساسيّةِ، وأمراضُ الجلدِ، حتى إنَّ الأطبّاءَ الآن يضعون على الجروحِ العسلَ قبلَ أن تلتئِم؛ لأنّ سرعةَ التئامِ الجروحِ عن طريقِ العسلِ ثلاثةُ أضعافِ سرعةِ التئامها العاديِّ.
والإنسانُ بدلَ أنْ يأخذَ الأدويةَ الغاليةَ الثمنِ عليه أنْ يستعينَ بهذا الشرابِ الصافي الذي أوْدَعَ اللهُ فيه هذه الخصائصَ العجيبةِ، وقد قال العلماءُ في العسلِ: "إنه سبعون مادَّةً دوائيَّةً"، وتكادُ تكونُ شربةُ العسلِ صيدليّةً كاملةً! أنزيمات، معادن، فيتامينات، اثنا عشر نوعاً من السكرِ، وكلُّ نوعٍ له فوائدُ خاصَّةٌ، وما يزالُ هذا الموضوعُ قيْدَ البحثِ، والعلماءُ قدَّموا شيئاً، وغابَتْ عنهم أشياءُ.