وهو مِن أذكى الحيواناتِ، ومن أشدِّها وفاءً، والشيءُ الآخِذُ بالألباب - كما ذُكِرَ في بعضِ البحوثِ العلميةِ - أنّ ركوبَ الخيلِ يَقِي مِن أمراضِ القلبِ، وأمراضِ الكبدِ، والكليتينِ، وأمراضِ جهازِ الهضمِ، بخلافِ الإدمانِ على ركوبِ السيارةِ فإنَّه يجلبُ أمراضَ القلبِ، وأمراضَ الكليتين، وأمراضَ الكبدِ. وقد وصفَ الشاعرُ الجاهليُّ حصانَه فقال:
فازْورّ من وققْعِ القنا بلَبانِهِ ... وشكا إليّ بعَبْرةٍ وَتَحَمْحُمِ
لو كان يدْري ما المُحاورةُ اشْتكى ... وَلَكَانَ لو عَلِمَ الكلامَ مُكَلِّمِي
وهذان البيتان يدلاَّنِ على ذكاءِ الحصانِ ووفائِه لصاحبِه، وصدَق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
قال اللهُ تعالى: {صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] ، وقال سبحانه: {مَّا ترى فِي خَلْقِ الرحمان مِن تَفَاوُتٍ} [الملك: 3] .
إنّ الزرافةَ هي ذلك الحيوانُ الذي يُعَدُّ من أطولِ الحيواناتِ قامةً، طولُها يزيدُ على ستةِ أمتار، هذا الحيوانُ من أشدِّ المخلوقاتِ تيقظاً وخفةً، زوَّدَها اللهُ بعينينِ جاحظتينِ، تستطيعانِ أنْ تَرَيَا ثلاثمئة وستين درجةً، وهي واقفةٌ رأسُها كالبرج، وعيناها تجوسانِ الأفقَ كلَّه مِن كلِّ الزوايا، وتَزِنُ طناً واحداً، وإذا عَدَتْ تجاوزتْ سرعتُها الستينَ كيلومتراً في الساعةِ.