قال العلماءُ عن جهازِ المناعةِ المكتَسَبِ: "إنّ قيادَتَه خارج الجسمِ بيدِ اللهِ عز وجل، وإنّ الحُبَّ، والأمنَ، والمودَّةَ تقوِّي هذا الجهازَ، وإنّ الخوفَ، والقلقَ، والحقدَ تُضعِفُ هذا الجهازَ"، وقد ذكَرَ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ أنّ الحبّةَ السوداءَ تشفِي من كلِّ داءٍ، وقد عُقِدَ مؤتمرٌ في القاهرةِ من أجلِ بحثِ ما في هذه الحبةِ السوداءِ، فإذا هي تُقَوِّي جهازَ المناعةِ، وجهازُ المناعةِ هذا مسؤولٌ عن الأمراضِ الخبيثةِ، والجرثوميةِ.
لكنّ هذا تمهيدٌ لموضوعٍ دقيق، فمَن منّا يصدِّقُ أنّ استهلاكَ العالَمِ للشايِ خمسةُ ملايين طنٍّ، وأنّ خُمسَ هذه الكميةِ من الشايِ الأخضرِ، وقد ثَبَتَ بالتجارِبِ العلميةِ أنّ له مفعولاً مضاداً للسرطانِ، كما يَنْصِبُ فخّاً للموادِ الكيماويةِ المسبِّبة للسرطانِ، وهيَ تَقِي في الأعمِّ الأغلبِ مِنَ الورمِ الخبيثِ المَعَوِيِّ.
إنّ شُربَ الشايِ الأخضرِ مع الطعامِ عادةٌ شعبيةٌ في اليابانِ، لذلك فإنّ هذا البلدَ أقلُّ نسبةً من حيث الإصابةُ بهذا المرض، هذه الحقيقةُ قرأتُها في مجلةٍ رصينة، أردتُ أنْ أضعَها بين أيديكم.
على كلٍّ، فإنّ صحةَ الإنسانِ ليست مُلْكَه، إنها مُلكُ أُسْرتِه، ومُلكُ المسلمين، وهي رأسُماله، وإنّ الأجلَ لا يتقدَّم، ولا يتأخَّرُ، ولكنَّ الإنسانَ قد يعيشُ مريضاً، وقد يعيش صحيحاً، هذا متعلِّق بمدى اتّباعِه لسنةِ النبيِّ عليه الصلاةُ والسلامُ، وإنّ التوحيدَ رأسُ الوقايةِ مِن هذه الأمراضِ، لأنّه يُبعِدُك عن الشدةِ النفسيةِ التي وراءَ أكثرِ الأمراضِ.
هذه حقائقُ يجبُ أنْ نأخذَ بها، وأنْ نعتنيَ بصحّتِنا؛ لأنها رأسُ مالنا، ووعاءُ أعمالِنا، وسبيلُنا إلى كسبِ رضاءِ اللهِ عز وجل.
في هذه الفواكهِ التي خَلَقَهَا اللهُ لنا حِكَمٌ بالغةٌ لا يعرفُها إلا العلماءُ الذين نَقَّبوا في أسرارِها، فلماذا كانت الحمضياتُ في الشتاءِ؟.