هذه الخليةُ فيها نواةٌ، قالوا عنها: إنها مركزُ الإدارةِ والإشرافِ، والقيادةِ، وعلى هذه النواةِ ثلاثةٌ وعشرون زوجاً من الصبغياتِ، وهذه مادةُ الحياةِ، وبها أسرارُ الوجودِ، وعلى هذه المورِّثاتِ، أو العُرَا الملونةِ، أو الجيناتِ، معلوماتٌ تزيدُ على خمسةِ آلافِ مليونِ معلومةٍ، وإنّ المعلوماتِ التي هي على المورِّثاتِ لو أردنا أنْ نكتبَها باللغةِ لاحتاجتْ إلى موسوعةٍ تزيدُ على مليونِ صفحةٍ، وفي كلِّ صفحةٍ خمسة آلافِ معلومةٍ، أي خمسةُ آلافِ مليونِ معلومةٍ متوضِّعةٍ على هذه المورثاتِ، ونحن لا ندري.

إنّ بحثَ المورِّثاتِ، وبحثَ الجيناتِ، وبحثَ الخليةِ شيءٌ معجزٌ، ويمكِنُ مِن خلالِه أنْ نعرفَ عظمةَ اللهِ إذْ يقول: {وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] .

حينما يغتسلُ الإنسانُ، وينزل مِن جلدِه بعضُ ما يسمَّى الوسخَ، إنها خلايَا ميتةٌ، وكلُّ خليةٍ لها نواةٌ، ولها نُوَيةٌ، ولها هيولى، ولها غشاءٌ، فهي وجودٌ حيٌّ قائمٌ بنفسِه، وفيها نشاطات، وقد تُدرس الخليةُ وحْدَها في الجامعاتِ سنواتٍ طويلةً.

أتحسبُ أنّك جِرمٌ صغيرٌ ... وفيكَ انْطَوَى العالَمُ الأكبرُ

أهذا الخالقُ العظيمُ الذي خَلَقَكَ، ولم تكنْ شيئاً مذكوراً، ألا ينبغي أن تتعرَّفَ إليه؟ ألا ينبغي أنْ تطيعَه؟

أجراس الإنذار المبكر في الجسم البشريّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015