إنّ مِن آياتِ اللهِ الدالّةِ على عظمتِه هذه الملوحةَ التي نجدُها في البحارِ، حيث يقول العلماءُ: إنّ في كلِ لترٍ واحدٍ مِن ماءِ البحرِ سبعةً وعشرين غراماً مِن المِلحِ، وإنَّ العالَمَ بأَسْرِه يستهلِكُ في السنةِ ما يزيدُ على خمسين مليونَ طنٍّ مِن مِلحِ البحرِ، وإنّ نسبةَ الملحِ في مياهِ البحرِ تعادِلُ ثلاثةً ونصفاً بالمئة مِن مجموعِ مياهِ البحرِ، بل إنَّ في الكيلو مترِ المكعَّب، (وهو مكعبٌ ضلعُه كيلو متر) من مياهِ البحرِ أربعةً وثلاثين مليون طنٍّ مِن الملحِ.

لو استُخرِجَ ملحُ البحارِ وجُفِّفَ، ووُضِعَ على اليابسة - على قارّاتها الخمسِ - ولم نغادرْ مكاناً إلا فَرَشْنَا عليه هذا الملحَ الذي استخْرَجْناهُ مِن مياهِ البحارِ، لبلَغَ ارتفاعُ الملحِ المجفَّفِ على سطحِ اليابسةِ كلِّها مئةً وثلاثةً وخمسين متراً.

السؤالُ الذي يَلفِتُ النَظرَ: مِن أينَ جاءتْ هذه الكميةُ الكبرى مِن ملحِ البحارِ، الذي هو كلور الصوديوم؟ يقول بعضُهم: إنّ في البحارِ مِن الملحِ ما يساوي أربعةَ ملايين ونصفَ ميلٍ مكعبٍ، هذه كلُّها أرقامٌ دقيقةٌ مستخلَصَة مِن كتبٍ علميةٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015