مِنَ الحقائقِ المقطوعِ بها أنَّ في الكون مئةَ ألف مليون مجرةٍ عرفت حتى الآن، هذا العددُ في المنظورِ الحالي، مجرتُنا درْبُ التَّبَابنة إحدى هذه المجراتِ، وهي مجرةٌ متوسطةٌ، فيها مئةُ ألفِ مليون نجمٍ وكوكبٍ، طولُها مئةٌ وخمسون ألفَ سنةٍ ضوئيةٍ، عرضُها خمسةٌ وعشرون ألف سنة ضوئية، القمر بُعْدُه عنا ثانيةٌ ضوئيةٌ واحدةٌ، والشمسُ بُعْدُها ثماني دقائقَ، والمجموعةُ الشمسيةُ بُعْدُها ثلاثَ عشرةَ ساعةً، أمّا هذه المجرةُ درب التَّبَابنة فطولُها مئةٌ وخمسون ألفَ سنةٍ ضوئيةٍ، وعرْضُها خمسةٌ وعشرون ألفَ سنةٍ ضوئيةٍ، كم يقطع الضوءُ في السنة؟ يقطع عشرة ملْيون مليون كيلو متر، يعني ثلاثةَ عشرَ صفراً.

والمجموعةُ الشمسيةُ التي نحن فيها، طولُها ثلاثَ عشرةَ ساعةً ضوئيةً، وقد وجد الفلكيُّ الألمانيُّ (جوهان بوت) أنّ مسافاتِ الكواكبِ في المجموعةِ الشمسيةِ تخضعُ لتتابعٍ رياضيٍّ دقيقٍ وعجيبٍ، نَشَرَ ورقةً كَتَبَ عليها: (0) ، (3) ، (6) ، (12) ، (24) ، (48) ، (96) ، (192) ، كل رقمٍ ضعفُ الذي قَبْلَه، وأعطى عطاردَ أولَ رقمٍ (0) ، والزهرة (3) ، والأرض (6) ، والمريخ (12) ، وتوقف هنا، ثم أضاف رقم (4) إلى كل هذه الأرقامِ، ثم قَسَّمها على (10) ، فإذا الناتجُ هو بُعْدُ كلِّ كوكبٍ عن الشمسِ، هذا القانونُ ظَهَرَ في القرنِ التاسعِ عشرَ، وقامتْ حوله ضجةٌ كبيرةٌ، وعليه مأخذان، رقم (24) غيرُ موجودٍ، ولا يوجد نجمٌ في هذا المكانِ، ورقم (192) غير موجود، لا يوجد نجمٌ في ذاك المكانِ، واتُّهِم هذا القانونُ بأنه غيرُ صحيحٍ، ثم اكتُشِفَ في الرقم (24) أنّ هناك مجموعةَ كُوَيْكِبَاتٍ، وفي موقع (192) هناك كوكبُ أورانوس، فهذه المجموعةُ الشمسيةُ تخضعُ لقانونٍ دقيقٍ جداً، فكل نجمٍ رتَّبه بسلسلةٍ هندسيةٍ أو حسابيةٍ، وأضاف رقم (4) ، وقسم على (12) ، الناتجُ هو بُعْدُ كل كوكبٍ عن الشمسِ.

هذا الكونُ تبدُو فيه عظمةُ اللهِ عز وجل، وهو تجسيدٌ لأسماءِ اللهِ الحسنَى، قال تعالى:

{قُلِ انظروا مَاذَا فِي السماوات والأرض} [يونس: 101] .

الشمس والأرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015