إنّ خضابَ دمِ المدخِّنِ يتَّحدُ مع أول أُكسيدِ الكربون الناتجِ عن التدخينِ، فيتعطَّلُ نقلُ خضابِ الكرياتِ للأوكسجين، إذْ إنّ خمسة عشرَ بالمئةِ مِن خضابِ دمِ المدخِّنِ تُعَطِّلُ نقلَ الأوكسجين، فإذا رفعَ نسبةَ التدخينِ، يُصبحُ ثُلُثُ كرياتِ الدمِ، أو ثلثُ ما فيها مِن خضابٍ معطَّلةً عن نقلِ الأوكسجينِ من الرئتينِ إلى الخلايا، هذا هو الأثرُ الثاني من آثارِ التدخينِ في القلبِ، والأوردةِ، والشرايينِ.

كان من النادرِ في الخمسينياتِ أنْ يصابَ الإنسانُ بمرضٍ في أوعيتِه الدمويةِ، قبلَ سِنِّ الخمسين، والآنَ يُصابُ أُناسٌ كثيرون في سنِّ الأربعين، وأحدثُ تقريرٍ يتعلَّقُ بهذا الموضوعِ أنَّ هناك حالاتٍ كثيرةٍ يُصابُ فيها الإنسانُ بأمراضِ القلبِ، والأوعيةِ، في سنِّ الخامسة والعشرين بسببِ التدخين.

كلمةٌ أخرى في هذه المقالةِ، تقولُ هذه الدراسةُ: إنّ ثمانينَ بالمئة من مرضَى القلبِ من المدخِّنين.

إنّ معاملَ الدخانِ تضعُ التبغَ في أوعيةٍ محكمةٍ، ثم يصبُّون عليه من عصيرِ العنبِ، أو عصيرِ التفاحِ، أو أي شيءٍ من العصائرِ السكريةِ، ثم يضعون عليه الخمائرَ، ثم يغلقونه، ويُحكِمون الغلقَ ثلاثَ سنواتٍ، حتى يُعتقَ، وحتى يتشبعَ التبغُ بالخمرِ، والكحولِ، وهذا يحوِّلُ نباتَ التبغِِ إلى أليافٍ هشّةٍ نضجتْ في الكحولِ، فيدخنُ الناسُ نقيعَ الخمرِ، وهم لا يعلمون، وهذا ما يجعلُ الدخينةَ تستمرُّ مشتعلةً حتى آخرِها؛ لأن هناك كحولاً متحداً بأوراقِ التبغِ، وهذا ما تشيرُ إليهِ جملة: "تعالَ إلى حيث النكهةُ"، في معرضِ الدعايةِ للدخانِ.

هذه الحقيقةُ موجودةٌ في كتابٍ ألَّفه صاحبُه بعد زيارةٍ لمعاملِ التبغِ في أمريكة.

شيءٌ آخر: ماكلاريم شخصيةٌ جذابةٌ جداً، تستخدمُها شركاتُ الدخانِ في الدعايةِ للدخانِ، غالباً ما يُلبِسون هذه الشخصيةَ ثيابَ رعاةِ البقرِ، ويتكلمون الكلامَ الذي يشجِّعَ الناسَ على التدخينِ، هذا الإنسانُ فَقَدَ حياتَه في ريعانِ شبابِه، إذْ أصيبَ بسرطانٍ في رئتِه بسببِ التدخينِ، وكانت آخرُ كلماتِه: لا تصدِّقوني، الدخانُ قتلني، وأنا الدليلُ على ذلك، وكنتُ أكذبُ عليكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015