الأغربُ من هذا كلِّه إنّ التي جاءَها المخاضُ إذا كان لها إنسانٌ قريبٌ ودودٌ يجلسُ إلى جانبِها، فهذا الإنسانُ القريبُ الودودُ يلعبُ دوراً أساسيّاً في تيسيرِ الولادةِ، ويزدادُ انصبابُ الدمِ على الرحمِ والجنينِ مغذِّياً، فينْتعشُ الجنينُ في أثناءِ المخاضِ، وتتضاءَلُ عقابيلُ نقصِ الأكسجين، هذا النقصُ ربّما أصابهُ بتأخُّرٍ عقليٍّ، أو اضطرابٍ نفسيٍّ، انظروا إلى الأمِّ التي ترغبُ في الحمْلِ، الأمُّ السعيدةُ، الأمّ التي تعيشُ مع زوجِها مطمئنّةً، هذا ينعكسُ صحَّةً جسميّةً ونفسيّةً على حياةِ الجنينِ، والأمّ التي تكونُ إلى جانبِ ابنتِها في أثناءِ الولادةِ يُعينُها ذلك على تيسيرِ الولادةِ، وعلى بُعْدِها عن عقابيلِ نقصِ الأكسجين بالتخلّفِ العقليِّ أحياناً، أو بِدَاءِ الصَّرع، أو بالاضطرابِ النفسيِّ، فانظرُوا إلى حكمةِ اللهِ عز وجل، حتى إنَّ الصفاتِ التي تحياها الأمُّ في أثناءِ الحملِ ينعكسُ معظمُها على الجنينِ، وهو في بطنِها.
حينما نبتعدُ عن البُنيةِ الإلهيّةِ التي بنَاها، ونأخذُ أسلوباً آخرَ في الحياةِ، هذا ينعكسُ على صحّةِ أولادِنا، وعلى نموِّهِم، وعلى سلامةِ نفوسِهم.
الحقيقةُ الرائعةُ تقول: إنّ الضغوطَ العاطفيةَ والنفسيةَ الشديدةَ التي تتعرّضُ لها المرأةُ خلالَ فترةِ الحملِ، وحتى قبلَ فترةِ الحملِ، يمكنُ أن تكونَ عاملاً في ظهور إصابةٍ في الجنينِ تشويهاً واختلالاً، لأنّ أحدَ أسبابِ تشوُّهِ الأجنَّةِ اضطراباتٌ عاطفيةٌ تعيشُها المرأةُ.
لا أبالغُ إذا قلتُ: هناك مئاتُ الموضوعاتِ تؤكِّدُ أنّ الشدةَ النفسيةَ سببٌ لأمراضٍ لا حصرَ لها، والشدةُ النفسيةُ دواؤُها الإيمانُ باللهِ، وطاعتُهُ، والصلحُ معهُ، وذِكْرُهُ، والإقبالُ عليه، والإخلاصُ له، فالمؤمن معافًى من الشدةِ النفسيةِ، والمرأةُ المؤمنةُ الطاهرةُ العفيفةُ المطيعةُ لزوجِها معافاةٌ من هذه الشدةِ النفسيةِ.