فبكى عمرو قال: وأنَّى لابن الخطاب مثل هذا؟!
وقال عبد الخالق بن عبد الله العبدي: كان عطاء إذا جن عليه الليل خرج إلى المقابر، فوقف على أهل القبور، ثم قال: يا أهل القبور متم فواموتاه! ثم يبكي ويقول: يا أهل القبور عاينتم ما عملتم فواعملاه! فلا يزال كذلك حتى يصبح.
يا هذا، المجاهدة لا يصلح لها إلا بطل، متى تغير من جنود عزمك على الإنابة قلب واحد، ثم آمن قلب الهزيمة عليك.
دعوني على نفسي أنوح وأندب ... بدمع غزير واكف يتصبب
دعوني على نفسي أنوح لأنني ... أخاف على نفسي الضعيفة تعطب
فمن لي إذا نادى المنادي بمن عصى ... إلى أين ألجأ أم إلى أين أذهب؟!
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي ... إذا كنت في نار الجحيم أعذب!
وقد ظهرت تلك القبائح كلها ... وقد قرب الميزان والنار تلهب
ولكنني أرجو الإله لعله ... بحسن رجائي فيه لي يتوهب
ويدخلني دار الجنان بفضله ... فلا عمل أرجو به أتقرب
سوى حب طه الهاشمي محمد ... وأصحابه والآل من قد ترهبوا (?)
أنجح الوسائل لطلب الحوائج الذل، وأبلغ الأسباب في العفو البكاء، والعيّ -العجز عن الفصاحة- عن ترتيب العذر بلاغة المنكسر، وليس في المياه ماء يقلع آثار الذنوب عن ثوب القلب إلا الدموع، فإن صب الماء ولم يزل الأثر فعليك باغتراف من بحر الاعتراف، احضر نادي المجتهدين، ونادهم: طوبى لكم! قد وجدتم قلوبكم، فارحموا من لم يجد (?).