يبكي من معاص حرم الوصول إليها، وفريق يبكي على طاعة لم يوفقه الله لها.

منتهى الخوف

كان يحيى بن معاذ الرازي يقول: كيف يفرح المؤمن في دار الدنيا إن عمل سيئة خاف أن يؤخذ بها، وإن عمل حسنة خاف ألا تقبل منه، وهو إما مسيء وإما محسن.

وعن منصور بن عمار أنه قال: خرجت ليلة من الليالي وظننت أن النهار قد أضاء، فإذا أصبح علا، وإذا أنا بصوت شاب يدعو ويبكي وهو يقول: اللهم وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، ولكن عصيتك إذ عصيتك بجهلي، وما أنا بنكالك (عقابك) جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولا بنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي، وأعانني عليها شقوتي وغرني سترك المرخي علي، فقد عصيتك وخالفتك بجهلي، فمن عذابك من يستنقذني؟ ومن أيدي زبانيتك من يخلصني؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني؟ واسوأتاه إذا قيل للمخفين: جوزوا، وقيل للمثقلين: حطوا! فيا ليت شعري مع المثقلين أحط؟! أم مع المخفين أجوز؟! ويحي كلما طال عمري كثرت ذنوبي! ويحي كلما كبرت سني كثرت خطاياي، فيا ويلي كم أتوب، وكم أعود، ولا أستحي من ربي.

من أحسن الأشياء

كان السري السقطي يقول: أحسن الأشياء خمسة:

البكاء على الذنوب.

وإصلاح العيوب.

وطاعة علام الغيوب.

وجلاء الرين (ما يغطي القلب من سواد الذنوب) عن القلوب.

وألا تكون لما تهوى ركوب.

وقال: خمسة أشياء لا يسكن في القلب معها غيرها: الخوف من الله وحده، والرجاء من الله وحده، والحب لله وحده، والحياء من الله وحده، والأنس بالله وحده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015