قال: فأخذ عودًا من المحمل فرمى به، فقال: إن ذنوبي أهون عليَّ من هذا، ولكن أخاف أن أسلب التوحيد.
يا رب إن عظمت ذنوبي ... كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ
أدعوك رب كما أمرت تضرعا ... فإذا رددتَ يدي من ذا يرحم
إن كان لا يرجوك إلا محسن ... فمن الذي يرجو المسيء المجرم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا ... وجميل ظني ثم أني مسلم
وبكى الحسن البصري فقيل له: ما يبكيك؟
قال: أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يبالي.
عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن أبا بكر - رضي الله عنه - استسقى فأتى بإناء فيه ماء وعسل، فلما أدناه من فيه -فمه- بكى، وأبكى من حوله، فسكت وما سكتوا، ثم عاد فبكى حتى ظنوا أن لا يقدروا على مساءلته، ثم مسح وجهه وأفاق، فقالوا: ما هيجك على هذا البكاء؟
قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجعل يدفع عنه شيئًا، ويقول: "إليكِ عنى، إليكِ عني"، ولم أر معه أحدا، فقلت: يا رسول الله، أراك تدفع عنك شيئا، ولا أرى معك أحدا، قال: "هذه الدنيا تمثلت لي بما فيها، فقلت لها: إليك عني، فتنحت، وقالت: أما والله لئن انفلتَّ منى لا ينفلت مني من بعدك، فخشيت أن تكون قد لحقتني، فذاك الذي أبكاني". [الحاكم].
جاء أعرابي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقال له:
ياعمر الخير جزيت الجنه ... جهز بناتي واكسهنه
أقسم بالله لتفعلنه
فقال له عمر -مداعبًا-: فإن لم أفعل، يكون ماذا يا أعرابي؟
فقال الأعرابي: أقسم بالله لأمضينه