لأصحابها: من هؤلاء؟ فقالوا: نُساك.
فقالت: كان عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان هو الناسك حقًا.
وعن أبي نوح الأنصاري قال: وقع حريق في بيت علي بن الحسين، وهو ساجد، فجعلوا يقولون له: يا بن رسول الله النار، يا بن رسول الله النار، فما رفع رأسه حتى أطفئت، فقيل له: ما الذي ألهاك عنها؟
قال: ألهتني عنها النار الأخرى.
وكان الفضيل يقول: أفرح بالليل لمناجاة ربي، وأكره النهار للقاء الخلق.
تطلب النجاة ولكن لا من باب الطلب، تقف في الصلاة إن صلاتك عجب، الجسم حاضر والقلب في شعب، الجسد بالعراق والقلب في حلب، الفهم أعمى واللفظ لفظ العرب، أنا أعلم بك منك حب الهوى قد غلب، ومتى أسر الهوى قلبًا لم يفلح وكبت.
وبلغ من شدة حرص معاذ بن جبل على تعليم المصلين أهمية الخشوع وحضور القلب في الصلاة، أنه قال: من عرف من على يمينه ومن على شماله وهو في الصلاة متعمدًا فلا صلاة له.
ومن كلام ابن مسعود: ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك، ومن قرع الباب يفتح له.
يقول ألكسيس كاريل مؤلف كتاب "الإنسان ذلك المجهول" وأحد الحائزين على جائزة نوبل: "لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عُرفت إلى يومنا هذا، وقد رأيت بوصفي طبيبًا، كثيرًا من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم، فلما رفع الطب يده عجزًا وتسليمًا تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم. إن الصلاة كمعدن "الراديوم" مصدر للإشعاع، ومولد ذاتي للنشاط، وبالصلاة يسعى الناس إلى استزادة نشاطهم المحدود، حين يخاطبون القوة التي لا يفنى نشاطها.
إننا نربط أنفسنا حين نصلي بالقوة العظمى التي تهيمن على الكون، ونسألها ضارعين أن