12 - عدم الهجر
قال إبراهيم النخعي: لا تقطع أخاك ولا تهجره عند الذنب بذنبه، فإنه يرتكبه اليوم ويتركه غدًا.
وحكى عن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن الاستقامة، فقيل لأخيه: ألا تقطعه وتهجره؟ فقال: أحوج ما كان عليَّ في هذا الوقت لما وقع في عثرته أن آخذ بيده، وأتلطف له في المعاتبة، وأدعو له بالعود إلى ما كان عليه.
والقريب ينبغي ألا يهجر من أجل معصيته، حتى يقام له بواجب النصيحة، وذلك لأجل قرابته، قال الله تعالى لنبيه في عشيرته: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [الشعراء: 216]، ولم يقل: إني بريء منكم، مراعاة لحق القرابة ولحمة النسب، لهذا أشار أبو الدرداء لما قيل: ألا تبغض أخاك وقد فعل كذا؟
فقال: إنما أبغض عمله وإلا فهو أخي، وأخوة الدين أوكد من أخوة القرابة.
وسأل الفاروق عمر - رضي الله عنه - عن رجل كان قد آخاه ثم خرج إلى الشام، فقالوا له: ذاك أخو الشيطان، إنه قارف الكبائر حتى وقع في الخمر، فكتب إليه عمر: "من عمر بن الخطاب إلى فلان، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو إليه المصير، ثم قال لأصحابه: ادعوا لأخيكم أن يقبل بقلبه ويتوب الله عليه، فلما بلغ الرجل كتاب عمر - رضي الله عنه - جعل يقرؤه ويردده، ويقول: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي، فلم يزل يرددها على نفسه حتى بكى، ثم نزع (أي تاب) فأحسن النزع، فلما بلغ عمر خبره قال: هكذا فاصنعوا، إذا رأيتم أخًا لكم زل زلة فسددوه ووثقوه (أي افتحوا له باب الأمل والثقة) وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه.
13 - حسن الظن
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرًا، وأنت تجد لها في الخير محملاً.