وفعلاً لم يأخذ شيئًا رغم الإلحاح الشديد من الدكتور (?).
هل تؤثر إخوانك على نفسك؟
2 - الإعانة بالنفس في قضاء الحاجات
وقضى ابن شبرمة حاجة لبعض إخوانه فجاء بهدية فقال: ما هذا؟
قال: لما أسديته لي.
فقال: خذ مالك عافاك الله، إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها فتوضأ للصلاة وكبر عليه أربع تكبيرات وعده في الموتى.
وكان في السلف من يتفقد عيال أخيه وأولاده بعد موته أربعين سنة يقوم بحاجتهم، ويتردد كل يوم إليهم ويمونهم من ماله، فكانوا ما يفقدون من أبيهم إلا عينه، بل كانوا يرون منه ما لم يروا من أبيهم في حياته، وكان الواحد منهم يتردد إلى باب دار أخيه ويسأل ويقول: هل لكم زيت؟ هل لكم ملح؟ هل لكم حاجة؟ وكان يقوم بها حيث لا يعرفه أخوه، وبهذا تظهر الشفقة والأخوة، فإذا لم تثمر الشفقة حتى يشفق على أخيه كما يشفق على نفسه فلا خير فيها (?).
عن بسطام التيمي قال: رأيت طلحة بن مصرف يخرج من زقاق ضيق في التيم، فقلت: من أين يجيء طلحة؟
قالوا: يأتي أم عمارة بن عمير يبرها بالنفقة والكسوة والصلة، قال: وذلك بعد موت عمارة ببضع عشرة سنة.
وبالجملة فينبغي أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك، أو أهم من حاجتك، وأن تكون متفقدًا لأوقات الحاجة غير غافل عن أحواله كما لا تغفل عن أحوال نفسك، وتغنيه عن السؤال وإظهار الحاجة إلى الاستعانة، بل تقوم بحاجته كأنك لا تدري أنك قمت بها، ولا ترى لنفسك حقًا بسبب قيامك بها.
وعن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى محمد بن علي الحاجة وجفاء إخواني.