أصبرًا على مس الهوان وأنتمو ... عديد الحصى، إني إلى الله راجع
يقول سيد قطب: وما يعز المؤمن بغير الله وهو مؤمن، وما يطلب العزة والنصرة والقوة عند أعداء الله وهو يؤمن بالله، وما أحوج ناسا ممن يدعون الإسلام ويتسمون بأسماء المسلمين وهم يستعينون بأعدى أعداء الله في الأرض، أن يتدبروا هذا القرآن إن كانت بهم رغبة في أن يكونوا مسلمين وإلا فإن الله غني عن العالمين (?).
يقول تعالى في صفات المؤمنين: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].
يقول سيد قطب: فهم على الكافرين شماس وإباء واستعلاء .. ولهذه الخصائص هنا موضع، إنها ليست العزة للذات، ولا الاستعلاء للنفس، إنما هي العزة للعقيدة، والاستعلاء للراية التي يقفون تحتها في مواجهة الكافرين، إنها الثقة بأن ما معهم هو الخير، وأن دورهم هو أن يطوعوا الآخرين للخير الذي معهم لا أن يطوعوا الآخرين لأنفسهم، ولا أن يطوعوا أنفسهم للآخرين وما عند الآخرين، ثم هي الثقة بغلبة دين الله على دين الهوى، وبغلبة قوة الله على تلك القوى، وبغلبة حزب الله على أحزاب الجاهلية، فهم الأعلون حتى وهم منهزمون في بعض المعارك، في أثناء الطريق الطويل (?).
يقول الشهيد الرنتيسي -أثناء اعتقاله- قام مدير عام المعتقل وهو صاحب رتبة عسكرية رفيعة ويدعي "شلتئيل" يطلب عقد لقاء مع ممثلي المعتقلين، ولقد اجتمع ممثلون عن مختلف الفصائل في خيمة من خيام المعتقل في أحد أقسامه لتدارس الأمر قبل انعقاد اللقاء مع الإدارة، وأحب المعتقلون أن أرافقهم وقد فعلت، وأثناء لقائنا في الخيمة سمعت بعض الشباب يحذر من "شلتئيل" ويضخم من شأنه ويخشى من غضبه، فشعرت بأن له هيبة في نفوس بعض الشباب وهذا لم يرق لي ولكني لم أعقب