قوم قيام بين يديه. فكرهت أن تكون ذلك الرجل الذي عد من أهل النار! فأطرق هشام إلى الأرض خجلا (?).
جاء أن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور استدعى عبد الله بن طاوس بن كيسان، ومالك بن أنس لزيارته وهما من العلماء التابعين، فلما دخلا عليه، وأخذا مجلسيهما عنده، التفت الخليفة إلى عبد الله بن طاوس وقال: ارو لي شيئا مما كان يحدثك به أبوك.
فقال: حدثني أبي أن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه فأدخل الجور في حكمه.
قال مالك بن أنس: فلما سمعت مقالته هذه ضممت علي ثيابي خوفا من أن يصيبني شيء من دمه، بيد أن أبا جعفر توقف ساعة لا يتكلم ثم صرفنا بسلام (?).
بعد أن اعتمد مكتب الإرشاد العام الصياغة التي أعدت بها مذكرة تقليدية لوزارة الدكتور ماهر بعد حريق القاهرة سنة 1952 وكلف الأستاذ الهضيبي بالتوقيع عليها وجد في نهاية الرسالة جملة "في ظل جلالة الملك المعظم" فضرب بقلمه على هذه العبارة غير ملتفت بأن مكتب الإرشاد قد اعتمدها، ولا إلى كون هذه العبارة تقليدية وإلى أن خلو الكتاب منها يثير نقمة في القصر الملكي، مجيبا على ذلك بقوله: احذفوها على مسئوليتي، وحسبنا والملك والوزارة أن نكون في ظل الله وحده.
كان مدير السجن الحربي في صحراء الهايكستب يتودد للأستاذ الهضيبي ويتظاهر بالأسف لاعتقاله والمسارعة فيما يسره، ومن ذلك أنه أبلغه يوما عن مسعى يقوم به لتزويد غرفته بأدوات التدفئة والراحة تقديرا لمقامه وسنه، فأجابه المرشد -رحمه الله-: إني بأتم الراحة والدفء، وإذا كان باستطاعتك أن تقدم هذه المزايا لجميع الإخوان المعتقلين