وتم تنفيذ الحكم، وانسحب جيش المسلمين من سمرقند، وعادت المدينة إلى أهلها، ودهش الجميع أمام هذا الحكم الذي يدل على عدالة الإسلام، وكانت النتيجة أن دخل أهل سمرقند في الإسلام، وعاد جنود المسلمين إليها، ليسوا جنودًا محاربين بل إخوة متحابين يعانق كل واحد منهم أخاه من أهل سمرقند، ويهنئه بالدخول في الإسلام تحت راية الحب والسلام!!
اختلف علي بن أبي طالب - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم مع رجل يهودي فذهبا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليحكم بينهما، فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للإمام علي: اجلس يا أبا الحسن إلى جوار خصمك؟.
فجلس علي وقد بدت على وجهه علامات التأثر والألم، وبعد أن حكم أمير المؤمنين عمر بينهما بالحق وانصرف اليهودي راضيًا التفت إلى علي وقال له: هل أسأت إليك بطلبي الجلوس إلى جوار خصمك؟
قال علي: لا والله، وإنما أسأت لأنك قلت لي: يا أبا الحسن وفي هذا إكبار لي أمام خصمي، فخشيت أن يشعر هذا اليهودي بأنه لا يوجد عدل بين المسلمين.
لما تولى أبو بكر - رضي الله عنه - الخلافة خطب فيهم قائلا:"أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأطيعوني، وإن أسأت فقوموني، القوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي حتى آخذ له الحق، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم" إنه يوضح منهج العدل من أول يوم في خلافته.
قال عمر بن الخطاب يوما: ما قولكم لو أن أمير المؤمنين شاهد امرأة على معصية؟ يعني أتكفي شهادته في إقامة الحد عليها؟ فقال له علي بن أبي طالب: يأتي بأربعة شهداء أو يجلد حد القذف شأنه في ذلك شأن المسلمين.
إنها المساواة بين الجميع فلا فرق بين الحاكم والمحكوم، والرئيس والمرءوس إلا بالتقوى.