وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: "إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل (الرماد) ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك" رواه مسلم.
وعن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يقول الله عز وجل: أنا
الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسما من أسمائي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته" [رواه أبو داود والترمذي].
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)} [الرعد: 25].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك (المستجير بك) من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"اقرأوا إن شئتم {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)} [محمد: 22 - 23] [رواه البخاري ومسلم].
وعن أبي محمد جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنة قاطع" يعني قاطع رحم. رواه البخاري ومسلم؛ أي لا يدخلها أبدا إن أنكر وجود صلة الرحم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أعمال بى آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم" رواه أحمد.
وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخر من البغي وقطيعة الرحم" رواه الترمذي.
الأقارب عقارب، هذا مثل أحمق مضلّ يحض على قطيعة الرحم التي أمر الله أن توصل، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1].