ذكر الوالدان في القرآن في 14 موضعا، وذكر البر في 8 مواضع والأبرار في 6 مواضع منها: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران: 193].
ووصف الله نفسه بالبر في قوله: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: 28].
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: 36] جعل الإحسان للوالدين تاليا لعبادة الله لوجوه منها: أنهما سبب وجود الولد، فلا إنعام بعد إنعام الله تعالى أعظم من إنعام الوالدين، وإن إنعامهما يشبه إنعام الله تعالى من حيث إنهما لا يطلبان بذلك ثوابا، وإنه تعالى لا يمل من إنعامه على العبد وكذلك الوالدن.
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: ثلاث آيات مقرونة بثلاث، لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها؛ قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، والثانية قوله تعَالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [المزمل: 20] فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه، والثالثة قوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14] فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه.
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23].
وهذه الآية جامعة ومشتملة على جميع الحالات التي يكون عليها الآباء والأبناء.
ووصف الله تعالى يحيى بن زكريا قبل ولادته بقوله: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 14] وذكر عيسى عليه السلام الصفات الكبرى التي أنعم الله عليه فذكر منها بره بوالدته: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32].
بر الوالدين واجب ولو كان الأبوان كافرين أو فاسقين، غير أنه لا يطيعهما في معصية الله: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي