فقال: أسألك بالله لا تضجر.
فقلت: من أهل الكوفة ومن ولد"الحسين بن علي" وقصصت عليه قصتي.
فقال: يا هذا خذ هذا بأسره بارك الله لك فيه، إن الهميان ليس لي فما كان يجوز لي أن أعطيك منه شيئًا قل أو كثر، وإنما أعطانيه رجل وسألني أن أطلب بالعراق أو الحجاز رجلاً حسينيًا فقيرًا مستورًا، ولم تجتمع لي هذه الصفة في أحد إلا فيك لأمانتك وعفتك وصبرك.
حدث هشام بن عروهّ عن أبيه قال: دخلت على أسماء ذات النطاقين -رضي الله عنها- وهي تصلي فسمعتها وهي تقرأ الآية: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27]، فاستعاذت من النار، فقمت وهي تستعيذ، فلما طال عليّ قيامي ذهبت إلى السوق ورجعت وهي ما زالت تستعيذ باكية.
فالمرأة المسلمة يجب أن تصبر على طاعة الله، وعلى قيام الليل، وتجاهد نفسها في قراءة الورد القرآني اليومي، ولا تدعي الانشغال بأمور البيت، فالقرآن زادها إلى الجنة، وكذلك طاعة الزوج، وعليها بالتوازن المحمود.
أخرج ابن إسحاق عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه أبو بكر، أي في الهجرة، احتمل أبو بكر ماله كله معه، خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، فانطلق بها معه، قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه!! قالت: كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرًا كثيرًا، قالت: وأخذت أحجارا فوضعتها في كوة البيت الذي كان أبي يضع ماله فيه، ثم وضعت عليه ثوبًا، ثم أخذت بيده فقلت: يا أبت، ضع يدك على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه فقال: لا بأس، إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاع لكم، تقول أسماء: ولا والله ما ترك لنا شيئًا، ولكن أردت أن أسكت الشيخ بذلك" رواه أحمد.
إنه الصبر على ضيق المعيشة من أجل نصرة دعوة الحق.
***