لا يفرح بموجود ولا يحزن على مفقود، ويستوي عنده المدح والذم، ويأنس بالله والطاعة وحلاوة القلب ومحبة الدنيا ومحبة الله كالماء والهواء.
ويقول الفضيل بن عياض: جعل الله الشر كله في بيت وجعل مفتاحه حب الدنيا، وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.
عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصبح وهمه الدنيا شتت الله عليه أمره وفرق عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبح وهمه الآخرة جمع الله له همه وحفظ عليه ضيعته وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة" [رواه ابن ماجه].
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس" [رواه ابن ماجه].
الزاهد الحقيقي من أتته الدنيا ولم تشغله عن ربه بل استصغرها في عينيه ولا يتصور الزهد من الفقير المعدم.
قيل لابن المبارك: يا زاهد.
قال: الزاهد عمر بن عبد العزيز؛ إذ جاءته الدنيا راغمة فتركها، أما أنا ففيم زهدت؟