ويقول أنس: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع سنين، ما علمته قال لشيء صنعته لم صنعت كذا وكذا، ولا لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا.
المسلم يكون حليما مع الأولاد فمن طبيعتهم كثرة الحركة، فلابد من توجيههم للرياضة، ولكن مع التوجيه والموازنة بين أداء الصلاة، وقضاء الطلبات المنزلية، والمذاكرة.
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة، وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي، فغضبت يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أتراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل.
قال: فانطلقت، فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
قالت: نعم.
قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟
قالت: نعم.
قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت؟ لا تراجعي رسول الله ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك، يريد عائشة.
جميل جدا من كان حليما على زوجته عندما أهملته في أحد الأمور فلم ينفعل وفي نهاية اليوم أخبرها في هدوء أنه تضايق بسبب ما فعلته فما كان منها إلا أن بكت واعتذرت، ولو أنه انفعل وأقام الدنيا وأقعدها لما استفاد شيئا، وليصل مرادك بالتلميح لا التصريح.
كان معن بن زائدة أميرا على العراق، وكان مشهورا بالحلم الشديد، فذهب إليه