يؤيدك، والله معك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" (?).
هل فكرت يوما أن ترسل رسالة شفوية أو مكتوبة إلى صاحب كتاب، أو خطيب جمعة، أو مقال أعجبك، وترى أنه كان سببا في توعية المسلمين؟
أوفى من السموأل:
أراد الشاعر العربي الشهير امرؤ القيس الكندي أن يذهب إلى قيصر الروم، وكان عنده عدد كبير من الدروع والأسلحة، فأعطاها لرجل يقال له السموأل، فلما مات امرؤ القيس أرسل إليه ملك كندة يطلب الأسلحة والدروع، فرفض السموأل، وقال: إما أن أعطيها لابنته أو ورثته، فأرسل الملك إليه مرة أخرى فرفض حفظا للأمانة ووفاء بالوعد، فخرج إليه ملك كندة بعسكر كثير، فدخل السمؤال حصنه، وكان ابنه خارج الحصن، فأمسك به الملك، وهدده إما أن يسلم الدروع والأسلحة، وإما أن يقتل ابنه، فاطلع إليه من الحصن، وقال له: اصنع بابني ما تشاء فلن أغدر بالعهد، ولن أخون، فقتل الملك ابن السموأل، وانتظر السموأل حتى جاء ورثة امرى القيس، وأعطاهم الدروع والأسلحة ووفى بما وعد، وضرب به المثل في الوفاء وقالوا: "أوفى من السموأل".
إنه الوفاء بالعهود وإن كان فيه قتل للذرية.
في العام السادس الهجري، عقد المشركون مع المسلمين صلح الحديبية، وكان من شروط الصلح أنه إذا أسلم أحد من المشركين، وذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - رده إلى قومه.
وبعد عقد الصلح مباشرة، جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو - رضي الله عنه - وأعلن إسلامه، فلما رآه أبوه قام إليه وعنفه، ثم طلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يرد أبا جندل تنفيذا لروابط الصلح، فوافق.
فقال أبو جندل: يا معشر المسلمين، أأرد إلى المشركين يفتنوني عن ديني؟ فأخبره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعهد الذي أخذه على نفسه، وأنه يجب عليه الوفاء به، فقال: "يا أبا جندل، اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، وإننا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا".