يقول سيد قطب: "إن سمة المجتمع الخير الفاضل الحي القوي المتماسك أن يسود فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يوجد فيه من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يوجد فيه من يستمع إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون عرف المجتمع من القوة بحيث لا يجرؤ المنحرفون فيه على التنكر لهذا الأمر والنهي، ولا على إيذاء الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر.
وهكذا وصف الله الأمة المسلمة فقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
ووصف بني إسرائيل فقال: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79] (?).
1 - تغيير المنكر باليد: اتفق العلماء على أن التغيير باليد لا يكون إلا عند القدرة عليه، كأولي الأمر بمعناها العام حتى تشمل: الوالد في بيته، والرئيس في عمله، وصاحب العمل مع عماله وفي مصنعه.
2 - تغيير المنكر بالقول، وهو أنواع:
أ- تعريف مرتكب المنكر بالحكم الشرعي فقد يكون جاهلاً به.
ب- الوعظ والنصح والإرشاد.
ج- التقريع والتخويف.
د- التهديد بإنزال العقوبة به.
3 - الإنكار بالقلب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك حبة خردل". [رواه مسلم] ويقول فقهاء الحنفية: والسكوت عن البدعة والمنكر، فإن رضي أي مع القدرة على الإزالة فهو آثم، وإلا كفاه الإنكار بالقلب، وليس معنى الإنكار بالقلب أن يموت القلب فلا يغضب للمنكر بل معناه رفض كل معصية حضرها أو غاب عنها، أو دعي إليها سرًا أو علنًا، وما لم تكن المسألة كذلك يصبح موقف المسلم من دينه حرجًا ومسئوليته خطيرة،