التفكر

أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالتفكر في عظيم مخلوقاته، ونعمه عليهم، وأن ينظروا فيما حولهم من مخلوقات تتحدث كلها عن عظمة من خلقهما وصنعهما وأبدعهما فجاءت في أحسن صورة وأتمها وأكملها.

قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)} [سبأ: 46].

وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)} [آل عمران: 190 - 191].

وقوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)} [الغاشية: 17 - 21].

والآيات الدالة على وجوب التفكر والتدبر والتأمل كثيرة، فهيا بنا ننظر ونتدبر فيما خلق الله وأبدع لنقول معًا: سبحان الله.

يقول هرشل عالم الفلك الكبير في القرن الثامن عشر: "كلما اتسع نطاق العلوم كثرت الأدلة على وجود حكمة خالقة، قادرة، مطلقة، وما العلماء الطبيعيون والكيماويون وعلماء الفلك إلا بناة لمعابد العلوم التي يسبح فيها للخالق العظيم".

ويقول سقراط فيلسوف اليونان الشهير: "هذا العالم يظهر لنا على النحو الذي لم يُترك فيه شيء للمصادفة".

قرر علماء النفس أن الإيمان هو أهم عوامل الشفاء لمرضى النفس وتقول الإحصاءات في أمريكا إنه في كل 35 دقيقة تقع حادثة انتحار، وفي كل 120 ثانية يصاب شخص بالجنون، ويقول الأطباء بأن معظم حالات الانتحار وحالات الجنون يمكن أن يقطع دابرها الإيمان. {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015