قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا.
قال: فحدثني بخمسة عشر حديثا، فقلت له: زد من الضرب، وزد من الحديث، فضحك مالك، وقال: اذهب.
قال الإمام الذهبي عن عبد الله بن المبارك: طلب العلم وهو ابن عشرين سنة، فأقدم شيخ لقيه هو الربيع بن أنس الخراساني، تحيل ودخل إليه السجن، فسمع منه نحوا من أربعين حديثا، ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومائة، وأخذ عن بقايا التابعين، وأكثر من الترحال والتطواف وإلى أن مات في طلب العلم، وفي الغزو، وفي التجارة، والإنفاق على الإخوان في الله وتجهيزهم معه إلى الحج.
قال الوخشي أبو علي الحسن: كنت بعسقلان أسمع من ابن مصحح وغيره، فضاقت على النفقة، وبقيت أياما بلا أكل، فأخذت لأكتب فعجزت، فذهبت إلى دكان خباز، وقعدت بقربه لأشم رائحة الخبز وأتقوى بها، ثم فتح الله تعالى عليَّ.
قال الحافظ بن عبد الرحمن بن أبي حاتم صاحب الجرح والتعديل: كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكا أعجبنا، فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس، فلم يمكننا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد يتغير فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه .. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
يقول سفيان بن عيينة: إن أنا عملت بما أعلم فأنا أعلم الناس، وإن لم أعمل بما أعلم فليس في الدنيا أحد أجهل مني.