قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة: 41] .. قرأ أبو طلحة هذه الآية فقال: ما سمع الله عذر أحد، أي بَني جهزوني جهزوني، فقال بنوه: يرحمك الله! لقد غزوت مع النبي حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فنحن نقاتل عنك، قال: لا، جهزوني، فغزا في البحر فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغير جسده، وهذه هي المسارعة إلى تنفيذ أمر الله، والجهاد في سبيل الله.
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذ هذا السيف؟ " فأخذه قوم فجعلوا ينظرون إليه فقال: "من يأخذه بحقه؟ " فأحجم القوم، فقال أبو دجانة سماك بن خرشة: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين [رواه أحمد].
يذكر المستشار العقيلي أن كامل الشريف والشيخ فرغلي، كانا يمثلان الإخوان في لقاء بمكتب البكباشي عبد الناصر -وكان وقتها وزيرا للداخلية في وزارة محمد نجيب- وقد ضم الاجتماع رجال الانقلاب: عبد الحكيم عامر، وصلاح سالم، وحسين كمال الدين، فأراد ضباط الانقلاب أن يوقعوا بين الشيخ فرغلي، والمرشد العام الهضيبي بذكرهم جهاد الشيخ فرغلي، إلا أنه قطع عليهم الحديث وقال غاضبا: يجب أن تدركوا أن هذا الذي تتحدثون عنه هو زعيمنا وقائد جماعتنا، وإني أعتبر حديثكم هذا إهانة للجماعة كلها ولشخصي بصفة خاصة، وإذا كان هذا أسلوبكم فلن تصلوا إلى شيء.
فكان هذا القول كافيا لإقناعهم أنهم أمام رجل صلب العود، قوي الشكيمة، فانصرفوا بالحديث إلى جهة أخرى (?).
لا تسمح لأحد بإضعاف صلتك بإخوانك، وسارع في الرد على ما يثار من أقوال غرضها خبيث.
...