أحوال الإنسان في أخلاقه

الأولى

اعلم -أحسن الله إليك- أنَّ الإنسان لا يخلو من إحدى ست أحوال: الأولى: أن تكون أخلاقه كلها صالحة في الأحوال كلها، فهي النفس الزكية، وصلاحها هو الخير التام، وصاحبها هو السيد بالاستحقاق، فيحفظ صلاح أخلاقه كما يحفظ صلاح جسده، ولا يغفل عن مراعاتها، ثقة بصلاحها، فإن الهوى مراصد، والمهمل معرض للفساد.

والحالة الثانية:

أن تكون أخلاقه كلها فاسدة في الأحوال كلها، فهي النفس الخبيثة، وفسادها هو الشر التام، وصاحبها هو الشقي بالاستحقاق، فيعالج فساد نفسه كعلاجه مرض جسده، وهو أصعب أحوالها علاجًا، وأبطؤها صلاحًا.

وقد قال بعض الحكماء: لا مرض أوجع من قلة العقل.

والحالة الثالثة:

أن تكون أخلاقه صالحة في كل الأحوال، فتنقلب كلها إلى الفساد في كل الأحوال، فهو المستعاذ به من "الحور بعد الكور" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015