الباب الخامس
الأدب مع البيئة
البيئة نعمة من نعم الله إذ هي مكان يتسع الجميع، وقد سخرها الله لنا ونحن فيها شركاء، ولها علينا حقوق، ولا نستطيع إلا أداءها؛ لأن إهمالنا لآداب التعامل معها عمدًا، أو لعدم اكتراث أصبح من عاداتنا السيئة فكاننا موكلين بإفسادها، وحاشا لله أن نكون كذلك لأننا فعلنا هذا يجعلنا منكرين لفضل الله ونعمته، وإن اعتيادنا العبث، أو ترك من اعتاد العبث يفعل ما يريد هو خلل بالجانب الخلقي تجاهها، وقد ورد ذكر النهي عن العبث بها، أو استغلالها بشكل خاطئ أو تحميلها ما يؤذيها.
نعم ورد ذلك في الكتاب والسنة، ومنه قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56].
كما وردت كثير من الأحاديث تحث على خدمة البيئة منها قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مُسلمٍ يغرسُ غرسًا، أو يزرعُ زرعًا، فيأكلُ منهُ طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمة، إلا كانت لهُ بهِ صدقة" (?).
فيا أخي إن لم تشارك في الحفاظ على البيئة والمساعدة في تزيينها، أو زرعها بما يسر الله من شجر أو زهر أو كلأ، فعلى الأقل لا تدمرها، فليكن عنصر بناء، وليس معول هدم، وعلينا التمسك بالآداب التي يوجبها ديننا