فلله در شيخنا ما أرهف قلبه! وأروع أدبه! رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وكان في بيت شيخنا الإمام الألباني -رحمه الله- طيور تبعد عن شرفته قرابة عشرين مترًا، وضع لها ماسورة -أنبوب نقل السوائل- طرفها عند شرفته ونهايتها في مكان الطيور، فكان يضع الحبّ في رأس الماسورة فينزل إلى الطيور، وإذا أكل شيئًا من الحب أو اللوز وما شاكله جعل ما بقى من فضلاته في رأس الماسورة لينزل إلى الطيور (?).
ومن حقوقها عند الخصب والجدب أن تعطى حظها من الكلأ من المنازل.
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا سَافَرتُم فِي الخِصبِ فَأعطُوا الإبِلَ حَظهَا من الأرض، وَإِذا سَافَرتُم فِي السنَةِ فأسرِعُوا عَلَيهَا السيرَ، وَإِذا عَرَّستم بِالليلِ فَاجتَنِبُوا الطَرِيقَ فَإِنهَا مَأوَى الهَوَامِّ بِالليلِ" (?).
قال الإمام النووي: (الخِصب): بِكَسرِ الخاء، وهو كثرة العُشب والمَرعَى، وهو ضِد الجَدْب، والمراد بالسَّنة هنا القحط، ومنهُ قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ} [الأعراف: 130]، أَي: بالقُحُوط، ومعنى الحديث: الحث على الرِّفق بالدَّوابِّ، ومُراعاة مصلحتها، فإن