فالصحيح في مكان الوسم أن يكون في موضع صلب ظاهر يقل فيه الشعر، ففي الغنم الأذان، وفي الإبل والبقر والحمير والخيل والبغال والفيلة الأفخاذ.
فالعاقل من يترفق بالحيوان الذي عنده يطعمه ويسقيه، ولا يحمله من العمل ما لا يطيق.
عن سراقة بن مالك - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة، فلم أدر ما أسأله عنه، فقلت: يا رسول الله إني أملأ حوضي أنتظر ظهري يرد علي، فتجيء البهيمة فتشرب، فهل في ذلك من أجر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكَ في كُلِّ كَبِدٍ حَرى أَجرٌ" (?).
وفي الحديث: "المرأة البغي التي سقت الكلب" (?).
وعن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خلفَه ذات يوم، فأسرَّ إليَّ حديثاً لا أحدِّث به أحدًا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته هدفٌ أو حائشُ النخلِ، فدخل حائطًا لرجلٍ من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حنَّ وذرفت عيناه، فأتاهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسح سراته (السراة: الظهر) إلى سنامهِ وذفراهُ (عظم خلف الأذن) فسكن، فقال: "مَن ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ "، فجاء فتًى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال: "أفلا تَتقي اللهَ في هذه البهيمةِ التي مَلَّكَكَ اللهُ إياها؟ فإنهُ