للخدم حقوق مرعية فرضها الإسلام، وكلما سعى المخدوم في تحقيقها، نال المراد على أكمل وجه، وتحقق له المقصود من أقصر طريق، ومن أخل في ذلك لم يأمن بوائق خدمه، "وإن اشتدَّ كلفُه بهم صار عليهم قيِّما، ولهم خادمًا؛ وإن اطرحهم قلَّ رشادهم، وظهر فسادهم، وصاروا سببًا لمقته، وطريقًا إلى ذمِّه، ولكن يكفُّهم عن سَيئ الأخلاق، ويأخذهم بأحسن الآداب، وليتوسط فيهم ما بين حالتي اللين والخشونة؛ فإنه إن لان هان عليهم، وإن خَشُن مقتوه، وكان على خطر منهم" (?).
* والعاقل من أخذهم بالآداب، فيجب في حقوق الخدم ما يلي:-
المماطلة والتسويف مع القدرة ظلم، فالمبادرة بإعطاء الخادم حقه نوع من الالتزام الديني والإحسان؛ لأن الخادم قدم جهده، فالعاقل من يوفي الآخرين حقوقهم، وبذلك جاءت الشريعة.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" (?).
وقد رهَّب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكل أجر العامل؛ لأنه يستوفي منفعة لا يؤدي حقها للغير، وهذا ظلم، وأكل أموال الناس بالباطل.