عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انطلقُوا بنا إلى البصير الذي في بني واقفٍ نعوُدهُ". قال: وكان رجلًا أعمى (?).
قال الماوردي: "فإذا صفت عنده أخلاق من سَبَره، وتمهدت لديه أحوالُ من خبره، وأقدم على اصطفائه أخًا، وعلى اتخاذه خِدْنًا (أي صاحبًا)، لزمته حينئذ حقوقه، ووجبت عليه حُرُماته".
وللأخوة الخاصة حقوق أربعة:
الأول: حق مالي، بأن يبذل الصاحب ماله لصاحبه دون أن يضر بنفسه أو حق واجب عليه.
الثاني: حق النفس، بأن يعين الصاحب صاحبه بنفسه فيما يستطيع.
الثالث: حق في اللسان، بأن يذب الصاحب عن صاحبه عن عرضه وأهله، وأن يبلغه حبه، ويدعو له في ظهر الغيب، وينصح له.
الرابع: حق الوفاء، والثبات على الصحبة في حياته وبعد مماته.
ومن أدب الصحبة تفقد أحوال الأصحاب بالسؤال والاطمئنان عليهم، وإسداء النصيحة لهم، وإعانتهم على الخير، وزيارتهم، وحل مشكلاتهم الأسرية.
عن عون بن أبي جُحيفة عن أبيه قال: آخى النبيُّ بينَ سلمانَ وأبي