التخشين في النصيحة:
ولا بأس بالتخشين في النصيحة، ولكن سرًا، والقصد منها تحقيق المقصود لإزالة الأوساخ وليس التصيد أو التعيير، بل الرفق عندي أولى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
"المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب النظافة والنعومة ما نحمد منه ذلك التخشين" (?).
والأخ المحب يكون أمينًا على سر خليله، فلا يفشيه ولو كانت النية صالحة، وفي الحديث عن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا حدّث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة" (?).
فالسر مناط بمصلحة ومفسدة من يتعلق به، فلا يُفْشَى إذا كان منه مضرة تلحق بصاحبه، وبالأخص أسرار الماضي كالوقوع في الذنوب والمعاصي، فالستر هو الواجب في حق من تصاحب، وفي الحديث: "من سترَ مُسلمًا سترهُ اللهُ يومَ القيامةِ" (?).
قال ابن حزم -رحمه الله-:
"أن تكتُم سِرَّ كلَّ من وَثِقَ بك، وأن لا تُفشِيَ إلى أحدٍ من إخوانِكَ، ولا