باسم يثرب بن قانية رجل من العمالقة نزلها أو غيره، ويقال: هو أول من نزلها بعد العرب، وبه كانت تسمى قبل الإسلام، أو من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة، أو من الثرب وهو الفساد، وكلاهما مستقبح، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب الاسم الحسن، ويكره الاسم القبيح، وأما تسميتها في القرآن بيثرب، فإنما هو حكاية عن قول المنافقين والذين في قلوبهم مرض، فاللآئق بها المدينة أو طابة أو مما كانت تسمى من الأسماء الحسنة (?).

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرتُ بقريةٍ تأكل القُرى يقولون يثربَ، وهي المدينةُ تنفي الناس كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ" (?).

عن أبي حُميدٍ - رضي الله عنه - قال: أقبلنا معَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال: "هذهِ طابة" (?).

وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله تعالى سمى المدينة طابة" (?).

وطابة من الشيء الطيب، وقيل: لطيب رائحتها، وقيل: لطهارتها من الشرك، وقيل لطيب ساكنيها. قال الإمام النووي -رحمه الله-: "فيه استحباب تسميتها طابة، وليس فيه أنها لا تسمى بغيره، فقد سماها الله تعالى المدينة في مواضع من القرآن، وسماها النبي - صلى الله عليه وسلم - طيبة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015