وَمَسَّاكم. وَيقُولُ: "بُعِثتُ أَنا وَالساعَةُ كهَاتَينِ" وَيقرُنُ بَينَ إِصبَعَيهِ السَّبابَةِ وَالوسطَى. وَيقُولُ: "أَمَّا بَعدُ. فَإن خَيرَ الحَدِيثِ كِتَابُ الله، وَخَيرُ الهُدَى هدىَ محمد، وَشَر الأُمُورِ مُحدثاتهَا، وَكُل بِدعَةٍ ضَلَالَة .. " (?).
قال الإمام النووي: "خير الهدى هدى محمد، أي أحسن الطرق طريق محمد - صلى الله عليه وسلم -. يقال: فلان حسن الهدى، أي الطريقة والمذهب" (?).
عن عائشة - رضي الله عنها - قَالَت: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أَحدَثَ فِي أَمرِنَا هَذَا مَا لَيسَ مِنهُ فَهُوَ رَد" (?).
قلت: وكل من اتخذ طريقة تخالف طريقته، فقد أضاع الهدى وضل الطريق، بل من الناس من يبتدع في دين الله، وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، ومنهم من يهدي بغير هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحدث في دين الله ما هو رد، ولا شك أنهم دعاة على أبواب جهنم نعوذ بالله منهم.
عن حذيفةَ بن اليمان - رضي الله عنه - يقول: كان الناسُ يسألونَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنِ الخير، وكنتُ أسألُهُ عنِ الشرِّ مخافةَ أن يُدركَني، فقلتُ: يا رسول الله، إنا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ؛ فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعدَ هذا الخير من شر؟ قال: "نعم". قلتُ: وهل بعد ذلك الشرِّ من خير؟ قال: "نعم وفيه دَخَن". قلتُ: وما دَخَنُه؟ قال: "قومٌ يَهدونَ بغير هَدْيي، تَعرفُ منهم وتُنكر"، قلتُ: فهل بعدَ ذلك الخير من شرّ؟ قال: "نعم، دُعاةٌ على أبوابِ جهنمَ،