ومعنى وضع الجناح حضور مجلسه، وقيل: توقيره وتعظيمه، وإعانته على بلوغ مقاصده، أو قيامهم في كيد أعدائه وكفايته شرهم، أو تواضعها ودعاؤها له.
وهذا دليل على حب الملائكة لطالب العلم وأولياء الله، والسائرين في طريق الله تبارك وتعالى.
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُم مَا دامَ فِي مُصَلاهُ الذِي صلَّي فِيهِ، مَا لَم يُحدِث، تَقُولُ: اللهُم اغفِر لَهُ، اللهم ارحَمهُ" (?).
ج- القتال مع المؤمنين وتثبيتهم في الحرب:
قال -عز وجل-: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} [الأنفال: 9].
وقال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)} [آل عمران123: 125].
وهذا الإمداد إنما هو تثبيت المؤمنين والمحاربة معهم؛ قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [الأنفال: 10].