فهذا ليس بمشروع مطلقاً، وهو قراءة القرآن بصفة التَّلحين الذي يُشبه تَلحين الغِنَاء، فإن ذلك لا يجوز، أما تحبيره أي التزيين والتَّحسين فهو المستحب، وهو محل اتفاق جميع العلماء.

عن أَبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي موسى: "لَو رَأَيْتَني وَأَنا أَستَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ! لَقَد أُوتِيتَ مِزْمَارًا من مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد" (?).

والمراد بالمزمار: الصوت الحسن.

عن أبي لُبَابَةَ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَيسَ مِنَّا مَن لَم يَتَغَنِّ بِالقُرآنِ" قال: فَقُيل لابنِ أَبِي مُلَيكَةَ: يَا أَبَا محمد، أَرَأَيتَ إِذَا لَم يَكُن حَسَنَ الصوتِ؟ قَالَ: يُحَسِّنُهُ مَا استَطَاعَ (?).

والجهر بالقراءة أمر حسن، والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة، لكن يستثنى من ذلك عدم التشويش على الآخرين، أو إيذاء النيام، أو الرياء والسمعة، والأمر بحمد الله فيه سعة بالجهر أو الإسرار، وعلى القارئ مراعاة الحال.

عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أَنَّهُ سمع النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا أَذن اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيّ حَسَنِ الصوتِ بِالْقُرآنِ يَجهَرُ بِهِ" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015