القُرآنِ" (?).

وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - رقيق القلب، ففي حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان أبو بكرٍ رجُلًا بكاءً لا يملِكُ دمعَهُ حين يقرأُ القُرآنَ" (?).

وهذا تميم الداري - رضي الله عنه - صلى في المسجد بعد العشاء، فمر بهذه الآية {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104]، فما خرج منها حتى سمع أذان الصبح (?)

والكُلوح: أن تتقلص الشفتان عن الأسنان من الأعلى والأسفل، حتى تنكشف في عبوس من الهول والعذاب.

ومع متدبر آخر هو جبير بن مطعم - رضي الله عنه -.

عن جُبير بن مُطعم - رضي الله عنه - قال سمعتُ النبِي - صلى الله عليه وسلم - يَقرَأُ فِي المَغرِبِ بِالطورِ، فَلَمَّا بَلَغ هَذِهِ الآيَةَ {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37)} [الطور 35: 37]، قَالَ: كَادَ قَلبِي أن يَطِيرَ (?).

قال الخطابي: "كأنه انزعج عند سماع هذه الآية، لفهمه معناها ومعرفته بما تضمنته، ففهم الحجة فاستدركها بلطيف طبعه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015