الأدب مع الله تعالى

أعلى المراتب الخُلُق مع الله -سبحانه وتعالى-، والعاقل من يكون خُلُقه وأدبه مع الله تعالى وهو أصل كلّ أدب، بل لا يتَّصف أحد بأدَبٍ إن عَدِمَ "الخُلُق مع الله".

والأدب مع الله هو حُسْن الانقياد إليه بإيقاع كل حركة عدى مُقتَضَى تعظيمه وإجلاله، والحياء منه، وهذا يشمل: القلب، واللسان، والأركان.

وأدب القلب: هو الأصل والأساس لغيره، فمقتضاه أن يتَوجَّه إلى الله وحده محبةً، وخوفًا، ورجاءَ وتوكلًا واستعانة، إلى غير ذلك، وفي المقابل: فإن أَعظَم الإسَاءة أن يلتفت إلى غيره، أو يقصد سواه، وهو المتفرِّد بالخَلق، والرِّزقِ والمُلكِ والتدبير، وبيده وحده النَّفع والضّر، وإليه وحده مرجع الأمر.

وأمَّا أدب اللسان فمقتضاه: أن لا يقول إلا ما فيه تعظيمُ إلهه ومولاه، وأن لا ينطق إلا بما يحبه ويرضاه؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)} [الأحزاب: 70] ومن ذلك: ذكره، وتلاوة كتابه، والتسبيح بآلائه.

وفي المقابل فإن أعظم إساءة: الاستهزاء بآيات الله خوضًا ولعبًا، وسب الله العظيم، وسب آياته وشريعته، وهذا هو أعظم الجرم، وهو الكُفْر البواح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015