للاستشارة، وآخر للمناصحة، وثالث ملاذ بعد الله تعالى في الأزمات، وبهذا تكتمل شخصية العاقل في الصحبة.
جاء في "سير أعلام النبلاء" (17/ 251) عن فضالَةَ النَسَوِيِّ، قال: سمعتُ ابن المُبارك يقول: حَقٌّ على العاقلِ أن لا يَستخِفَّ بثلاثةٍ: العلماءِ والسَّلاطينِ والإخوانِ، فإنَّهُ من استخفَّ بالعلماءِ ذهبت آخرتهُ، ومن استخفَّ بالسُّلطانِ ذهبت دُنياهُ، ومن استخفَّ بالإخوانِ ذهبت مُرُوءَتُهُ.
قلت: وسوف يأتي الحديث مفصلًا بما يتعلق في أدب الصحبة بإذن الله تعالى.
العاقل لا يستغرب الحديث عن الزواج هنا؛ لأنه يعلم أنه من الوسائل العملية، وهو حصن حصين، وفيه يحقق الإنسان لنفسه العفة والسكن والمودة والرحمة، ويحمي نفسه من سعار الشهوة المحرمة.
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشرَ الشَّبَابِ، مَنِ استطاع مِنْكُمُ الباءةَ فليتزوج، فإنَّهُ أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطيع فعليهِ بالصَّومِ؛ فإنَّهُ له وجَاء" (?).
وعن أنس - رضي الله عنه - مرفوعاً: "إِذَا تَزوَّجَ العَبدُ فَقَدِ استَكمَلَ نِصفَ الدينِ، فَليتَّقِ الله فِي النصفِ الثاني" (?).