وَكَانَت شجر الدّرّ مطاعة؛ فَتغير خاطرها عَلَيْهِ، مَعَ مَا تنكر [من] قُلُوب مماليك أَبِيه؛ فَوَثَبُوا عَلَيْهِ فِي يَوْم الأثنين سَابِع عشْرين الْمحرم من سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة [الْمَذْكُورَة] ؛ فَلم يثبت لَهُم، وهرب وطلع إِلَى برج خشب؛ فأطلقوا فِيهِ النفظ؛ فَنزل إِلَى الخرقاة؛ فَرَمَوْهُ بالنشاب؛ فَصَارَ يَصِيح؛ مَالِي حَاجَة بِالْملكِ، دَعونِي أتوجه إِلَى الْحصن؛ فَلم يَتْرُكُوهُ، وضربوه بِالسُّيُوفِ، إِلَى أَن تلف.
وسلطنوا عَلَيْهِم شجر الدّرّ زَوْجَة أستاذهم؛ فَكَانَت مُدَّة سلطنة [الْملك] الْمُعظم توران شاه [هَذَا] على مصر دون الشَّهْر.