المرحلة الأولى "86-87هـ": وفيها أخضع "قتيبة بن مسلم" إقليم "طخارستان" الواقع على ضفتي نهر "جيحون". ويبدو أن أوضاعه لم تكن قد استقرت للمسلمين تماما منذ أن فتحه "الأحنف ابن قيس" في خلافة عثمان بن عفان. وكانت تلك بداية ناجحة من "قتيبة"؛ فبدون توكيد أقدامه في "طخارستان" لم يكن ممكنا أن يمضي لفتح "ما وراء النهر". وقد أصبح يتمتع بهيبة كبيرة في تلك البلاد، فما إن يسمع الملوك بمسيره إليهم حتى يسرعوا إلى لقائه وطلب الصلح.
المرحلة الثانية "87-90هـ": وفيها فتح "قتيبة" إقليم "بخارى" كله بعد حروب طاحنة وانتظام حملاته عليها.
المرحلة الثالثة "91-93هـ": وفيها أكمل فتح حوض جيحون" كله وأتم فتح "سجستان" "92هـ"، وإقليم "خوارزم" "93هـ". وتوج عمله بالاستيلاء على "سمرقند" أعظم مدن ما وراء النهر كلها.
ومن جميل ما يروى في فتح سمرقند أن المسلمين حينما دخلوها أخرجوا ما فيها من الأصنام وأحرقوها، وكان أهل سمرقند يعتقدون أن من استخف بها هلك، فلما أحرقها المسلمون ولم يصابوا بأذى أسلم من أهلها خلق كثير.
المرحلة الرابعة "94-96هـ": وفيها عبر قتيبة "نهر سيحون"، وفتح الممالك السيحونية الثلاث: "الشاش" و"أشروسنة" و"فرغانة" ثم دخل أرض الصين، وأوغل في مقاطة "سنكيانج"، ووصل إلى إقليم "كاشغر" وجعلها قاعدة إسلامية، وتهيأ لفتح الصين لولا أن وفاة "الحجاج بن يوسف الثقفي" "95هـ"، والخليفة "الوليد بن عبد الملك" "96هـ" جعلته يتوقف عند هذا الحد، لكنه أجبر ملك الصين على دفع الجزية1.
ونذكر هنا ثلاث ملاحظات جديرة بالتسجيل وهي:
1- لقد كان أهل هذه البلاد جاهلين بحقيقة الإسلام، وتصوروا أن المسلمين إنما