ثماره قبل أن تتجمع فلول القوط مرة أخرى، فزحف إلى الشمال نحو مدينة "طليطلة" قبل أن يتدارك القوط الأمر ويحكموا الدفاع عنها، وفي طريقه إليها فتح عدة مدن، مثل "مورور" و"إستجة" و"قرطبة" و"إلبيرة" و"غرناطة"، ثم توجه إلى "طليطلة" ودخلها سنة "93هـ" دون مقاومة فوجدها خالية "ليس فيها إلا اليهود في قوم قلة"1 وقد فر حاكمها مع أصحابه من كبار القوط والقساوسة -في اتجاه شمال شرقي- حاملين معهم ذخائر الكنيسة، فترك طارق فرقة من جنوده في "طليطلة" ومضى يطارد الفارين في الطريق الذي يسميه العرب "وادي الحجارة" وعند بلدة صغيرة تسمى "الكالا دي هنارس" -"ويسميها العرب "قلعة عبد السلام" وتسمى أيضا بمدينة "المائدة"2" أدرك المسلمون فيها الهاربين من طليطلة، وغنموا ما كانوا معهم من ذخائر بالغة القيمة3. ولم يتجاوز طراق بن زياد المنطقة التي وصل إليها، فلربما "خشى أن يقطع عليه العدو الطريق في هذه البلاد الجبلية الذي بذلوه، وثقلوا بالغنائم التي جمعوها"4 فعاد إلى "طليطلة" في أوائل 93هـ "أواخر 711".

رابعا: عبور موسى بن نصير إلى الأندلس واستكمال الفتح

كتب طارق بن زياد إلى موسى بن نصير يحيطه بأنباء الفتح وما أحرزه من نجاح، ويطلب منه المدد. وعلى الفور قرر موسى التوجه إلى الأندلس، وأصدر أوامره إلى طارق بوقف الفتح حتى يلحق به. وكان طبيعيا أن يهرع موسى للحاق بقائده، فأخذ معه قوة قدرها "18000" ثمانية عشر ألف مقاتل، معظمهم من العرب هذه المرة، وفيهم الكثير من زعماء العرب الشامية القيسية، والعرب اليمينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015