وقد ظهرت الصحيفة الأولى (كوكب أمريكا) فى نيويورك فى عام 1892 م ثم تلتها صحيفة "العصر" فالأيام فالهدى سنة 1898 م فمرآة الغرب (1899 م). أما فى البرازيل فكان أقدمها (الفيحاء) (1895 م) وتليها أربع صحف أخرى هى الرقيب فالبرازيل (1898 م) فالمناظر (1899 م) فالصواب (1900 م).
كذلك احتاج الأمر إلى تشكيل مؤسسات وجمعيات أدبية لخدمة مصالع المهاجرين وتوحيد طاقاتهم ودعم مؤسساتهم الاجتماعية فظهرت (الجمعية السورية المتحدة) فى نيويورك 1907 م وتلاها العديد من الهيئات الأخرى. أما فى البرازيل فقد تأسس عدد هائل من النوادى وكان أهمها النادى "الحمصى" وأعقبها جمعيات أدبية. أما الحياة الأدبية فى أمريكا الشمالية فقد ازدهرت منذ مرحلة سابقة لأسباب منها ما كان للهجرة من تاريخ طويل، وكانت المطابع موجودة منذ تاريخ مبكر نسبيا، وقد
ساهم فيها الكتاب الموهوبون منذ نهاية القرن السابق أمثال أمين الريحانى الذى قدم إلى نيويورك فى 1888 م، ثم تبعه (جبران خليل جبران) (فى 1895 م. والشاعرة (ندرة حداد) فى عام 1897 م، وبعدها مع بداية القرن العشرين الشاعران (نسيب عريضة) و (راشد أيوب) فى عام 1905 م، أما شقيق الشاعرة "ندرة"، الصحفى (عباد المسبح حداد) فقد قدم فى عام 1907 م، كما جاء ميخائيل نعيمه وإيليا أبو ماضى فى 1911 م وتزايدت المطابع وأصبحت ستًا بحلول عام 1910 م. وكانت تصدر بالإضافة إلى الصحف بعض النشرات الأدبية الراقية (كالفنون) (1913 م) التى كان يحررها (نسيب عريضه، و (السائح) ويحررها (عبد المسيح حداد).
بدأ "أمين الريحانى" فى الكتابة للصحف فى أواخر القرن الماضى، وأظهرت ولعًا ملحوظًا بالتجديد وقد نشر كتبا ثلاثة سبقت كتاب جبران الأول (الموسيقى) الذى نشر عام 1905 م. كما أنه انشغل بهموم قومه فى المهجر والوطن والتزم بالدعوة