بداية القرن الثانى الهجرء الثامن الميلادى، ولأن المصادر لا تقدم لنا معلومات دقيقة عن المراحل المختلفة لحياته، لذا يكون من المفيد أن نبحث فى علاقاته مع الشعراء والشخصيات السياسية البارزة فى عصره والحق أنه كان يعرف "مسلم بن الوليد" (المتوفى عام 208 هـ/ 823 م)، والذى التقى به فى ندوة شعرية فى منزل الفضل بن يحيى بن خالد البرمكى (المتوفى عام 182 هـ/ 808 م)، ويعرف أيضا مروان بن أبى حفصه (المتوفى عام 182 هـ/ 797 م)، و"سلم الخاسر" (المتوفى عام 186 هـ/ 802 م) والتقى به فى بلاط الخليفة هارون الرشيد (المتوفى عام 193 هـ/ 809 م) بشعراء آخرين وثمة شاعران آخران يجب الإشارة إليهما الأول ويدعى "منصور ابن باجه" وكان ثريا فلم يكن بحاجة إلى مدح الكبار وتنسب إليه بعض المصادر أنه ناظم القصيدة "العينية" التى وجهها النمرى إلى هارون الرشيد أما الثانى -وهم أهم شخصية فى حياة النمرى- فهو كلثوم بن عمرو العتبى" (المتوفى عام 220 هـ/ 835 م) ويقول "ابن المعتز" فى الطبقات، كما جاء فى الأغانى أيضًا إن العتبى كان معلمه فى نظم الشعر. وكان النمرى يمتدحه لرصانته وتفانيه وعلمه الغزير فى الموضوعات الأدبية. كما أن العتبى هو الذى قدم النمرى للفضل بن يحيى الذى اقنعه بالمجئ من الجزيرة إلى بغداد وقدمه للخليفة هارون الرشيد. . ثم برز التنافس بينهما ولكن المساعى الحميدة من جانب "طاهر بن الحسين" (المتوفى عام 207 هـ/ 822 م) أعادت الوفاق بينهما -وقد عرف النمرى أيضا الفضل ابن الربيع بن يونس (المتوفى عام 208 هـ/ 824 م) وهو عدو للبرامكة ووزير الرشيد. وقد تدخل الفضل بن الربيع لدى الخليفة للإفراج عن النمرى الذى كان قد سجن بسبب ميوله الشيعية -كما تدخل أيضًا "يزيد بن فريد الشيبانى" (المتوفى عام 185 هـ/ 801 م) حاكم أذربيجان- كما عرف النمرى "المأمون" وهو ولى للعهد واختلف إلى بلاطه. ولكن الرشيد كان له أكبر الأثر فى حياة النمرى بل أنه هو الذى وقع أمر وفاته، إذ غضب عليه بسبب ميوله للعلويين وأمر "أبو