ثم طردهم طردا نهائيا فى العام التالى من أرض الجزيرة فى السنة التالية وانتهى خطرهم، حينما استطاع مروان جلب عسكر من العراق واجه بهم قائد الخوارج الجديد أبا دُلف. إن قدرة مروان على احضار الرجال من العراق، كان نتيجة لانتصارات قائده "يزيد بن هبيرة" فى أواخر سنة 129 هـ/ ربيع 747 م، فقد هزم ابن هبيرة وإلى الكوفة الخارجى عبد اللَّه بن معاوية العلوى.
وحان للهيمنة التى فرضها مروان فى نهاية سنة 129 هـ/ صيف 747 م، أن تنتهى بعد سنتين بسبب الهاشمية التى كانت قد ظهرت وعلا شأنها فى خراسان منذ رمضان 129 هـ/ يونية 747 م.
فلما كان شهر ربيع الثانى 132 هـ/ (نوفمبر 749 م)، قوضت عساكر الهاشمية حكم الأمويين فى فارس والعراق. وأعلنت الخلافة العباسية فى الكوفة. وفى جمادى الثانية 132 هـ (يناير 750 م)، قاد مروان قواته بنفسه فى محاولة أخيرة لهزيمة المنشقين فى معركة "الزاب الكبرى". التى كانت هزيمة قواته بها إيذانا بنهاية الدولة الأموية. وهرب مروان ذاته مع عصبة صغيرة من مؤيديه، وفروا عبر الشام إلى مصر وتعقبتهم القوات العباسية وراحت تطاردهم حتى أمسكته أخيرًا فى ذى القعدة 132 هـ/ يونية 750 م عند "بوصير" فى منطقة الأشمونيين فى صعيد مصر، حيث سقط الخليفة الأموى الأخير بعد صراع قصير.
وتوضح سيرة مروان بعضا من أوجه الضعف التى أثرت على الخلافة الأموية فى أواخر أيامها فلقد كانت قوة مروان نتيجة لصلاته الوثيقة بجيش شمالى أرض الجزيرة القيسى الذى كان معاديا لنظام يزيد الثالث الذى يعتمد على الكلبيين ولقد أدى هذا الاتصال الدقيق من جانب الخليفة إلى تقليص الكيان الدينى والأخلاقى الذى قامت على أساسه الخلافة الأموية، وزيادة على ذلك فإن محاولته نقل مركز الخلافة إلى العراق قد زاد من اتساع هوّه الشقاقات الحزبية بين