إلى احتلال كابل فى خريف عام 1258 هـ (1842 م). وقتل شجاع قبيل ذلك، ونادى الفوفلزائية بابنه فتح جنك وان كان الباركزائية عارضوهم فى ذلك. ولم يلبث البريطانيون أن تركوا أفغانستان وصحبهم فتح جنك ومعه زمان شاه الشيخ الضرير، وكان لايزال بعدُ على قيد الحياة، لأنه كان يعلم أنه لا يستطيع وحده الاحتفاظ بملكه فيها. وأعيد دوست محمد إلى أفغانستان لأنه كان الرجل الوحيد الذى يستطيع أن يقيم فيها حكومة وطيدة الأركان. وأعيد أبناؤه وإخوته إلى إماراتهم، ولكن الشقاقات ظلت تمزق من حين إلى حين وحدة العشيرة، بل إن أكبر خان -الذى أصبح آنئذ وزيراً -كان على علاقات سيئة بأبيه حتى وفاته سنة 1266 هـ - (1849 - 1850 م). وحافظ دوست على علاقاته الطيبة بالبريطانيين، اللهم إلا فى الفترة التى حدثت فيها حرب السيخ عام 1849 م، إذ جلبت الفرقة الأفغانية على نفسها السخرية من جراء فرارها السريع بعد معركة كجرات، زد على ذلك أو دوست محمد لم يؤيد البريطانيين أى تأييد أثناء عصيان الجيش الهندى سنة 1857 م)، وصرف همه إلى تقوية بلاده ففتح ما بين سنتى 1267 و 1272 هـ (1850 - 1855 م) بَلْخ وخُلْم وقُنْدز وبذخشمان. وفى سنة 1280 هـ (1863 م) وفق إلى طرد الفرس من هراة، وتوفى هناك بعد استردادها مباشرة.

وكان دوست ملكاً صالحاً على الرغم من أخطائه الواضحة.

ولم يلبث خامس أبنائه شير على -وكان دوست قد عهد اليه- أن اشتبك فى فتنة بينه وبين أخويه الأكبرين محمد أعظم ومحمد أفضل ومع عبد الرحمن بن محمد أفضل القدير القوى العزم. وهزم شير على سنة 1283 هـ (1866 م). وفقد كابل أول الأمر ثم قندهار. وتولى الحكم أفضل ثم أعظم حتى سنة 1285 هـ (1868 م)، ولكنهما لم يستوليا قط على هراة، إذ خرج منها محمد يعقوب بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015