الكوثر نهرا يغذى الحوض- أما فى كتاب "أحوال القيامة" فإن أنهار الجنة جميعها تصب فى "حوض الكوثر" ويسمى أيضًا "نهر محمد" [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أما أقدم السور القرآنية التى ورد فيها ذكر "العين" أو "عين جارية" فسورة المرسلات فى قوله تعالى آية 41 {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} وسورة الغاشية آية 12 فى قوله تعالى {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} والسُّوَر المدنية تتناول بمزيد من التفصيل وصف "الأنهار" ففى سورة محمد على سبيل المثال نجد الآية 15 {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى. . .} ونجد أشباه ذلك فى مواطن أخرى فى القرآن. هذا الوصف يعيد إلى الأذهان وصف أنهار الجنة فى التراث اليهودى - المسيحى. فهى تجرى بالزيت واللبن والخمر والعسل -والملاحظ أنه قد استبدل بالزيت ماء غير آسن، ذلك الماء الذى يعد وجوده شيئًا ثمينا للغاية فى الصحراء العربية- وتتوالى الأحاديث النبوية و"التفاسير" التى تمعن فى وصف الكوثر على هذا النحو. ولكن إذا أخذنا فى اعتبارنا أن جذور الكلمة تعنى -الكثرة- فإن "الكوثر" أو "نهر النبى" يعد عنوانا لأنهار الجنة. وورد فى بعض التفاسير مثل تفسير الطبرى أن ماءه أشد بياضًا من الثلج وأعذب من العسل.
المصادر: وردت فى المتن.
سعيد عبد المحسن [ج هورفتس J. Horovitz] [ل. جارديه L.Gardet]
هو إبراهيم بن الشهرزودى الحسن شهوانى، المدنى (1023 - 1101 هـ/ 1615 - 1690). عالم وصوفى، ولد فى شهرزور فى جبال كردستان على حدود فارس، درس أولا فى الأناضول ثم فى فارس والعراق وسوريا ومصر ثم استقر فى المدينة المنورة. وقضى ثلاث سنوات فى الأزهر عام (1061 هـ/ 1650 م) حيث درس على الشيخ نور الدين على بن على الشبرامليسى الذى كان إمام الأزهر