الهندى -التى كانت قد حرفت بالفعل فى الترجمة البهلوية تحريفًا شديدًا- بحيث أصبحت الأبيات الشعرية خطبًا أخلاقية مملة -، كما ارتكب سلسلة من الأخطاء فى الترجمة- ولكن نظرًا لأنه استخدم نصًا هو أقرب ما يكون للأصل دون باقى المخطوطات التى بين أيدينا، فإن هذه الترجمة تعد -رغم عيوبها- ذات قيمة كبيرة بالنسبة لدراسة نقد النصوص.
7 - ترجمات فارسية نثرًا وشعرًا: طبقًا لما جاء فى الشاهنامة للفردوسى، فإن كتاب ابن المقفع قد ترجم إلى الفارسية فى عهد السامانى نصر بن أحمد (302 - 331 هـ/ 914 - 943 م) وذلك بأمر الوزير بلعمى، ولكن يبدو أن هذه الترجمة لم تتم أبدا. ثم تولى الشاعر رُذَكى (ت 304 هـ/ 916 م) -بناء على أمر من نفس الحاكم- ترجمة الكتاب إلى الفارسية شعرًا، ولم يصلنا منها سوى 16 بيتًا على شكل شواهد وردت فى "لغتى فرس" للأسَدِى. والمرجح أنه قد تمت ترجمة كتاب ابن المقفع إلى الفارسية نثرًا بعد عام 539 هـ/ 1141 م على يد نظام الدين أبى المعالى نصر اللَّه بن محمد عبد الحميد الذى أهدى هذا العمل إلى "بَهْرام" شاه غزنة. وطبعت هذه الترجمة على الحجر فى طهران فى عام 1282 هـ/ 1864 م.
وتم نظم الكتاب شعرًا على يد أحمد ابن محمود الطوسى القانِعى وهو معاصر لجلال الدين الرومى فى قونية. والمرجح أنها تعتمد على ترجمة نصر اللَّه وإن لم يشر إلى ذلك إطلاقا. إلا أن هذه الترجمة توارت فى الظل تماما بعد أن تولى واعظ البلاط حسين واعظ كاشِفى (ت 910 هـ/ 1504 م) مراجعة ترجمة نصر اللَّه وسماها "أنوادى سهيلى". ثم كلف الإمبراطور أكبر (1556 هـ/ 1578 م) وزيره أبا الفضل لإعداد نسخة جديدة من الكتاب وجاءت هذه تحت اسم "عيادى الدانش" فى عام 996 هـ/ 1578 م. ولم تنشر الترجمة.
8 - ترجمات تركية: ترجم كتاب ابن المقفع مرتين إلى التركية الشرقية وذلك نقلا عن ترجمة نصر اللَّه فقد